على العكس مما يظن الكثيرون.. فإن الوجبة الرئيسية في رمضان يجب ان تكون وجبة السحور وليس الافطار.
فحتى يتجنب الصائم مشاعر الجوع خلال ساعات الصيام، يفضل ان تكون وجبته الاخيرة وهي السحور غنية بعناصر الغذاء الرئيسية، من بروتين ودهون ونشويات وبشكل متوازن.
وهناك اكثر من حقيقة علمية تؤكد ان الوقت اللازم لهضم وامتصاص البروتين والدهون يتراوح بين 6 الى 9 ساعات، وحوالي 4 الى 6 ساعات بالنسبة للكربوهيدرات (النشويات)، وبشكل خاص النشويات المركبة.
والمعروف طبيا ان بقاء هذه المواد في الجهاز الهضمي لمدة طويلة يحقق هدف كبت مشاعر الجوع، من خلال كبت نشاط مستقبلات خاصة توجد في الامعاء الدقيقة تقوم بتنشيط مركز الجوع في الهيبوثلامس «احد اجزاء الدماغ الاوسط حيث توجد مراكز الجوع والشبع» ـ وذلك في حالة فراغ او خلو الجهاز الهضمي من الطعام «المواد الكربوهيدراتية المركبة» مثل الأرز، البطاطا، الحبوب، المعكرونة، ويتم طرحها في الدم ببطء وليس سريعا كما هي الحال مع السكريات البسيطة، وهذا الامتصاص البطيء.. وبالتالي الطرح البطيء للغلوكوز في هذه المواد، معناه توافر تعويض منتظم ولفترة طويلة لسكر الدم الذي يتم استخدامه خلال ساعات النهار «الصيام» وبالتالي لا تحدث حالة هبوط حاد في مستوى سكر الدم اثناء الصوم.
ولذا فإن احتواء وجبة السحور على خليط متوازن من هذه المواد يوفر للجسم اثناء الصيام الطاقة اللازمة للنشاط اليومي، سواء في المنزل او العمل او مكان الدراسة. وهذا معناه تجنب مشاعر الكسل والخمول والرغبة في النوم اثناء ساعات الصيام والذي من شأنه زيادة فرصة الاصابة بالسمنة بسبب نقص السعرات الحرارية التي يتم حرقها خلال النهار مقارنة بالأيام العادية.
كما ان تناول فاكهة وخضار مع وجبة السحور يضيف الألياف جنبا الى جنب مع الفيتامينات والمواد المعدنية. وهذه الألياف تمتص الماء الذي يتم شربه مع الطعام، وبالتالي تمتلى المعدة والامعاء بالطعام، ولكن بغذاء معتدل او قليل من السعرات الحرارية، لأن الألياف والماء معا يعملان على عدم الافراط في تناول البروتين والدهون والكربوهيدرات المركبة، لأن المعدة تمتلئ بسرعة وبالتالي لا يحدث افراط في تناول هذه المواد الغنية بالسعرات الحرارية وبشكل خاص الدهون.